باحث في الاجتماع: التونسي يبذّر في رمضان لتعويض خصاصة باقي السنة
أكّدت الدراسات الاخيرة لمعهد الاستهلاك أنّ نسبة تبذير المأكولات في شهر رمضان تصل إلى 66%.
وأوضحت الدراسات أن تبذير الخبز يحتل القائمة بنسبة 46% ثم الغلال بـ%30 والحلويات بـ20% واللحوم بـ19% والحليب ومشتقاته بـ18% والخضر بـ14% والمشروبات ب13.4% والبيض بـ5.5%.
ولفهم الاسباب السوسيولوجية لظاهرة ارتفاع نسب الاستهلاك والتبذير في شهر رمضان المبارك، اتصلنا بالباحث في علم الاجتماع سامي نصر الذي اكد لموزاييك اليوم الأربعاء 29 مارس 2023 أن السلوكيات الاستهلاكية تختلف في شهر رمضان بشكل كبير عن باقي أيام السنة، قائلا إن التونسي يشعر بنقص عند الافطار مثلا دون "بريكة " او أن تكون"بريكة دون بقدنوس".
سلوكيات التونسي في رمضان أصبحت طقوسا بفعل التكرار وتجد الشرعية المجتمعية
وبين نصر أن الممارسات التي ينتهجها التونسي خلال شهر رمضان المبارك هي سلوكيات تعوّد عليها وأصبحت وكأنها معتقدات، مضيفا أن الانسان حسب السوسيولوجيا والانثروبولوجيا هو كائن طقوسي بامتياز حيث تصبح الممارسات التي تم التعوّد عليها وتكراراها لديها شرعية مجتمعية كالطقوس.
وشدّد نصر على أنّ الوعي يختفي عندما نتحدث عن مسألة الطقوس ويصبح هناك شلل ذهني.
كما فسر نصر نسب التبذير المرتفعة خلال هذا الشهر بأن التونسي أصبح اليوم يعتمد مسألة التبذير كوسيلة دفاعية لمقاومة حالة الخصاصة والاحتياج التي يعيشها طيلة 11 شهرا ويلجأ الى شهر رمضان لتعويض الخصاصة، قائلا "وكأنه بذلك يريد ان يثأر من 11 شهرا من الغبن الذي عاشه".
شهر رمضان هو شهر التبريرات ولابد من تعزيز الرقابة ومنظومة القيم لمعالجة ظاهرة التبذير
واعتبر أن شهر رمضان هو شهر التبريرات حيث نلجأ الى تبرير العنف أو ما يسمى ب"حشيشة رمضان" واللهفة والتي هي سلوكيات نعتبرها في الايام العادية سيئة بالاضافة الى ظهور جرائم أخرى مرتبطة بالتجارة كالغش والاحتكار رغم ان منسوب الجرائم اجمالا يتقلص في شهر رمضان
وشدد نصر على أنه لا يمكن معالجة ظاهرة اللهفة أو التبذير في شهر رمضان بخطاب العقل وقوة الارقام المعلنة، مؤكدا ان ذلك لا يؤثر على سلوكيات التونسي.
ودعا الى ضرورة اعتماد استراتيجية اتصال للتأثير على المواطنين عبر اعتماد الية التقليد وتعزيز ما يسمى بالمناعة الاجتماعية عبر تعزيز الرقابة وآليات الضبط الاجتماعي ومنظومة القيم.
*هيبة خميري